حوارات

سعداني لـ”الجزائر اليوم”: “بوتفليقة وافق على قراءة الآفلان للمادة 51”

عبد الوهاب بوكروح

 

“الجزائر اليوم”: الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قام خلال ترأسه للاجتماع مجلس الوزراء بتعديل المادة 51 من وثيقة مشروع تعديل الدستور، هل تعتبرون قرار الرئيس مساندة لموقف جبهة التحرير من المادة؟

عمار سعداني الأمين العام لجبهة التحرير الوطني: رأينا أن المادة 51 مجحفة في حق المواطنين لهم كل الحقوق التي نص عليها الدستور، لأن دسترة مادة بذلك الشكل فهو اعتداء على مواطنين لهم كامل الحقول ومساس بحريات بعض الجزائريين.

وقبل الكفاءة هناك المواطنة، لأن المواطنة هي أهم شيء في القضية، قل أن نتحدث عن حاجة الجزاٍئر لجميع أبنائها، هناك حق المواطنة المحمي بالدستور.

نحن في حزب جبهة التحرير طالبنا بحماية المناصب الحساسة في الدولة فقط على غرار رئاسة الجمهورية ومنصب الدفاع والخارجية، فقط والباقي لماذا نحرم الجزائريين.

وعليه نقول أن الرئيس لم يقدم إضافة أو يأمر بإضافة في المادة، الرئيس، بوتفليقة أعطى الحق لحزب جبهة التحرير الوطني، لأنه لو كانت إضافة جديدة لكان حولها إلى قانون.

يعني إن ما قام به الرئيس هو أن القراءة والمقترح الذي قدمه حزب جبهة التحرير الوطني كان سليما وصحيحا ولذلك وافق عليه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.

 

بعد استجابة الرئيس لهذا التحفظ الذي عبرتم عنه في ندوتكم الصحفية الأخيرة، هل باتت لكم قناعة بأن الدستور استجاب لكل المطالب التي عبر عنها الحزب؟

نحن في جبهة التحرير الوطني، على قناعة بأن كل دساتير العالم كلها بدون استثناء في حاجة إلى تطور بتطور المجتمع.

ما جاء به هذا الدستور الحالي الذي صادق عليه مجلس الوزراء مؤخرا، هو خطوات كبيرة جدا في بناء دولة القانون ومنح حقوق كبيرة للمواطنين في الكثير من المجالات وعزز الفصل بين السلطات بشكل أكبر مما كان عليه في الدستور السابق.

نحن في جبهة التحرير الوطني نؤكد على القول إنه بالفعل دستور توافقي وما تضمنه يرضي المعارضة والموالاة.

 

لكن المعارضة على غرار جبهة القوى الاشتراكية وحركة مجتمع السلم، تقول بأنه لا يشكل توافقا ولا إجماعا ولا يستجيب لمطالب وتطلعات أحزاب المعارضة؟  

نحن نعرف أن لسان المعارضة الدائم هو “لا” لكل شيء حتى تسمي نفسها معارضة، لأننا لم نصل بعد إلى مرحلة نضج تسمح للمعارضة بأن تعترف بوجود منطقة وسط بين الأسود والأبيض، نحن نقول إنهم متمسكون بمنطق إما الأسود وإما الأبيض، وهذا خطأ، وفق من منطق “التاغنانت”.

كان على المعارضة إذا لم يعجبها كل ما جاء في الدستور الجديد أن تقدم البدائل وهذا أضعف الإيمان.

 

ولكن المعارضة تقول إنه لم يستمع إليها أحد؟

لا نحن نقول أن المعارضة كانت واقعية جدا، فالمثل المعروف يقول: “إن كل وعاء بما فيه ينضح”. والمعارضة لا يمكنها تقديم شيء ذكر.

 

هل تقصدون أن الرئيس ذهب بعيدا في الاستجابة لمطالب المعارضة قبل الموالاة؟

نعم أكيد، نحن نعتبر أن السلطة قدمت أشياء كثيرة والرئيس بوتفليقة قدم الكثير ونقل أنه دهب إلى ابعد مما كانت تطالب به المعارضة وليس أحزاب الموالاة.

المعارضة طالبت بعهدة واحدة، الرئيس عمل عهدة واحدة، المعارضة طالبت بالفصل بين السلطات وكان لها ذلك، المعارضة طالبت بلجنة لمراقبة الانتخابات ومكنها الرئيس بذلك، الصحافة طالبت برفع التجريم عن جنح الصحافة، وكان لها ذلك..هل هذه أشياء طالبت بها الموالاة، نقول لا، هذه كلها مطالب المعارضة، فلماذا إذن اليوم تغمض عينيها عن كل هذه النقاط الايجابية غير المسبوقة وهمها الوحيد القفز إلى نقطة واحدة وهي الكرسي.

نحن في جبهة التحرير نقول أن الكرسي والانتخابات لها موعدها ولها صاحب الحق في منحها ومنعها وهو الشعب.

المعارضة اليوم همها الوحيد والأوحد متى يفرغ الكرسي ومتى تملئ الكرسي، هذا همها الوحيد، وهذا هو دستور المعارضة عندنا وهذا هو منطقها، وهو منطق لا يمكن أن يأخذها بعيدا، ولا يفيد الجزائر في شيء ولا يفيد الشعب الجزائري إطلاقا.

هذا المنطق يفيد أشخاص ولكن بهذه الطريقة لا يمكنهم الوصول إلى الحكم لان الشعب يعرف فعلا لمن يمنح أصواته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى